Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Almawja Arrabi3a
26 mai 2011

عين على الصحافة المستقلة

عين على الصحافة المستقلة...............

بقلم: المهندس عبدالرحمان سين

ليس مطلوبا من الصحافة ان تكون مستقلة مطلقا لان هذا المطلب لا يدرك وغير واقعي فضلا عن حمولته الغامضة...فالصحافي والمشرف على المقاولة الصحفية كائن اجتماعي وسياسي يلعب ضمن معادلات تتحكم فيها قوى متععدة، وهي تتصارع من أجل البقاء او الاستقواء، لابد ان تبحث لها عن فضاءات واقلام تخوض بها حروبها ضد هذا الفريق او ذاك المحور.

ولان للصحافي طموحا واهدافا بدء بلقمة العيش وانتهاء بالتموقع النخبوي داخل المجتمع والمدر للمال وللسلطة كنتيجة في واقع يسمح بزواج ممكن بين السلطة والمال. وبذلك فالصحفي وصاحب القلم مهدد دائما باغراءات السلط كما بضغوطاتها المتكررة طلبا لولائه وتعاونه وفي اسوء الظروف تحييدا لموقفه ولقلمه المزعج.

بناء على ماتقدم، لابد من التعامل الحذر مع هاته الكائنات التي نحتاجها لنقرء الجريدة ولنتلقى المعلومات الضرورية كي نتابع مايجري من حولنا ، ذلك ان للصحافة دورا اسايا في المجتمع الحديث وبدونها لايمكن ان تتوازن السلط المتعددة داخل هذا المجتمع. وليس من قبيل التضخيم ان تعتبر الصحافة والاعلام عموما سلطة رابعة مسلطة على باقي السلط الأخرى.

والمتتبع للمشهد الصحفي بالمغرب سيلحظ تطورا ملموسا في عدد الجرائد والأقلام الصحفية ولاسيما المستقلة منها عن هيئات حزبية وسياسية مباشرة وواضحة. والحضور الوازن لهذا النوع من الصحافة خلال العشرية الاخيرة واضح وتؤكده أرقام المبيعات التي تحققها يوميا والجدل التي تخلقه في المجتمع بسبب ماتنشر من معلومات وماتعبر عنه من مواقفه وماتنزعه من محاولات نحو التفلت من تحكم الاجهزة الأمنية والسياسية للدولة. لكن هذا الحضور لن يتزن مادام الجو السياسي والامني والاقتصادي متاثر بالسلطوية التي تقاوم من أجل ان لاتقوم سلطة رابعة بالمعنى الحقيقي للكلمة ومنها صحافة تتمتع بهامش حرية وجرءة في تناول الموضوعات وانتقاءها بطريقة تحرج أجهزة بعينها لصنع رأي عام ضد السلطات المهيمنة.

وسيظل هذا الصراع قائما مادام هناك وعي بما تمتلكه بعض الأقلام المشاغبة من قدرة على إثارة بعض القضايا التي تحرج بعض الشخصيات النافذة في السلطة بتسليط الضوء على مواقفها ةولوكها وربما ثرواتها التي تتصاعد بطريقة مثيرة. ويمكن ان ندخل مايتعرض له الصحفيون من متابعات متككرة ضمن محاولات السلطة او بعض محاورها اسكات هذه الأصوات وتهديدها بمختلف التهم التي تنتمي في غالبيتها إلى الدائرة الشخصية والحميمة لهذا الصحفي اوذاك أو إلى جرءة الصحفي في نشر معلومات حساسة ولها انعكاس على الاجهزة الامنية للدولة. وربما يتعرص بعض الصحفيين لمؤامرة لبعض الشخصيات القريبة من السلطة شكا منها ان بعض الأقلام وهي تستهدفها شخصيا تكون قد استفادت من دعم شخصيات منافسة لها وتكن لها عداء خاصا في دائرة الصراع بين الأجنحة والمحاور داخل الشلطة الحاكمة بشكل عام.

والمشكلة هنا هي ان موقف الصحفي يتعقد اكثر كلما حاول أن يصبح جزءا من الصراع الدائر بين الشخصيات النافذة بحيث تصبح إثارته لمواضيع بعينها اواستهدافه لشخصيات بعينها نابع من خطة محكمة يصنعها الكبار وينخرط فيها الصحفي بحثا عن الربح وعن مصالح وربما التزاما باتفاق قبلي يقضي بالعمل لصالح هذا الجدار العالي اوذاك. وإذا انخرط عدد كبير من الصحفيين الذين يمتلكون سلطة القلم في هكذا لعبة يصبح القراء امام معركة مغلوطة وامام صورة اعلامية مشوشة لاتسمح بفهم الكثير مما يعتمل داخل الحقل الاعلامي كنتيجة لما يعتمل داخل اجهزة السلطة وصراعتها المستمرة.

وعليه، هناك حاجة لان يتعفف الصحفيون عن الدخول في هذا المستنقع غير المضمون من حيث نتائجه السياسية على المجتمع وعلى اطراف الصراع  ولأن يقاوموا كل المؤامرات التي تحاك ضدهم لاسقاط مواقفهم وهامش حريتهم ولتحييدهم عن عملية المراقبة والفضح المستمر لصانعي القرار ومن يدور في فلكهم. وقد تكون هذه النصيحة غير مغرية للبعض لكن يمكن ان نجد صحافيين جربوا المغامرة السلبية احيانا ووعوا الدرس ووجدوا في الحياد السلبي امام الأجهزة والمحاور فرصة لإعادة التموقع من جديد واكتساب سلطة جديدة تلبي حاجياتهم الاقتصادية والسيكولوجبة على حد سواء.

إن ابتعاد الصحفي عن الاستثمار في الصراعات القائمة يحرمه الكثير من المصالح كما يحرم القارء والمتتبع من معلومات جوهرية تفيد في تشييد الصورة الصحيحة لواقع الحال وقد يدفعه إلى تبني استراتيجية الخوف من الاقتراب من الملفات الملتهبة خاصة تلك التي تخلق المصاعب لصاحبها. في حين ان إصرار بعض الصحفيين على الاستمرار في اللعب بالنار المشتعلة بين الأشخاص والدوائر سوف لن يصنع لهم إلا قوة مغشوشة ووهمية لاتستطيع الاستمرار والتبيئة والصمود في محيط سياسي متقلب تقلب مزاج الحاكم الذي لايلتزم إلا حجم سلطته وهيمنته على الجميع بينما كل الشخصيات الاخرى القريبة منه والبعيدة ادوات ووسائل يمكن تجديدها أوتغييرها حسب المرحلة. بصيغة اخرى لايمكن الحكم أخلاقيا على أي الاسلوبين مفيد للمجتمع هل الاسلوب المستثمر في الصراعات والذي قد يتحول فيه الفاعل الصحفي إلى مورد تحت الطلب ام الاسلوب الآخر الذي يتورع فيه الفاعل عن هذا الموقف خوفا من مشاكل محتملة. وقد يجد المتتبع انواعا أخرى من الصحفيين تستدمج مغامرة اكثر من اسلوب ضمن خطة تستعمل  الذكاء وتقنية الغموض والتحالفات التكتيكية.

ومن زاوية اخرى، يمكن للقوى الحية داخل المجتمع ان تساهم في فضح اللعبة الاعلامية الدائرة وأدواتها ووسائلها القذرة حتى تحمي القارئ من التجييش والتعبئة لصالح هذا الطرف اوذاك لان ذلك هو السبيل لصناعة سلطة رأي عام واع وناضج وقادر على محاسبة العرض الاعلامي ولفظ المرتشين من داخله كما يحاسب المجتمع سياسييه في لحظات تجديد ممثليه في المؤسسات المنتخبة. وفي اعتقادي الخاص، بدء وعي جديد يستيقظ عند فئات عريضة من المجتمع أصبحت تتقن عملية الربط بين مواقف الصحفيين المستمرة والمتناقضة والمتحيزة مما يعري عن جزء من اللعبة الدائرة داخل هذا الجسم الذي ما إن يبدأ في كسب هوامش جديدة من الجرءة والحرية حتى تتدخل أجهزة منزعجة من هذا التحول لاستمالة صحفي هنا ولمعاقبة صحفي هناك حتى يبقى هذا الجسم فاعلا دون الالتزام بمنظومة اخلاقيات المهنة ودون الاحساس بمسؤوليته الحقيقية والضحية هو المتلقي الذي يفقد الثقة في المنابر كما فقدها من قبل في عدة أحزاب وصحافتها التي تنسجم كليا مع منتجيها في حين يلعب "الصحفيون المستقلون" أبشع الادوار يتعفف "الصحفي المنتمي" عن السقوط فيها.

إن مجتمعا وهو يتوق إلى الانفكاك عن سلطة مستبدة وباحثا عن الكرامة والحرية والعدالة لابد وان يصطدم بألاعيب الإعلام الدولتي والحزبي والمتسقل نسبيا ولابد كذلك من ان يقوي ردود افعاله اتجاه هذا الإعلام ليصنع سلطة خامسة هي التي استطاعت ان تنحت شعارا خالدا عنوانه "الشعب يريد". شعارا تلتزمه حركة مستمرة للدفاع عن صحافة مستقلة حقيقية وغير مرتشية وعن صحافة تحاسب بقوانين مناسبة وبموازين ثابتة تحاصر المغامرين وتردعهم كلما دعت الضرورة دون أن تدعي سلبهم لطموحاتهم المادية في ان يمتلكوا وسائل القوة والاستمرار.

Publicité
Publicité
Commentaires
Archives
Publicité
Almawja Arrabi3a
  • Par Al mawja Arrabi3a (Fourth wave), je dédie mon blog à la sensibilation de mes lecteurs à cette nouvelle vague visant la concrétisation d'un changement démocratique dans les pays arabes en général et mon pays en particulier. " E
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Almawja Arrabi3a
Publicité